الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية كفى دعما للإرهاب هل تستوعب قطر رسالة الشعب التونسي؟

نشر في  25 مارس 2015  (10:40)

 خلّفت الكلمة التي ألقاها النائب في مجلس الشعب عن حزب آفاق تونس علي بنور إثر الهجوم الدموي على متحف باردو جدلا كبيرا، ووجّه بنّور خلال مداخلته رسالة شديدة اللهجة إلى دولة قطر طالبا منها رفع يديها عن دعم التنظيمات المتطرفة في تونس سوريا والعراق وليبيا وندّد عبرها بتورّط قطر في تمويل الجماعات الإرهابية التي سبّبت الدمار والخراب.
وقد ساهمت الكلمة الجريئة للنائب بنور في استنكار حكومة قطر لما ورد في مضمونها، حيث اتصل السفير القطري بحزب آفاق تونس مندّدا بشدة بهذه التصريحات ومطالبا بسحبها والتراجع عنها، وأوضح أن السياسة الخارجية لقطر تغيّرت مع تغير القيادة السياسية العليا في قطر ومؤكدا أن بلاده لا تدعم الإرهاب.. لكنّ الحزب رفض في المقابل تقديم أيّ اعتذار رسمي عن كلمة نائبه مشيرا إلى أنها تعبر عن وجهة نظر النائب ولا يجب تحميلها أكثر مما تستحق.
وفي هذا الصدد ارتأت أخبار الجمهورية الاتصال بمجموعة من الوجوه المعروفة والفاعلة في المشهد السياسي قصد استبيان موقفها من كلمة علي بنور وقراءتها تبعا لذلك لموقف قطر المستنكر لها.

مباركة البراهمي لسفير قطر: «كمّم أفواه القطريين إن استطعت لأنك لن تتمكّن من اسكات التونسيين»

أعربت القيادية بالجبهة الشعبية والنائبة في مجلس الشعب مباركة البراهمي عن تأييدها الكامل والصريح لكلمة النائب علي بنور، مشيرة إلى أن قاعة المجلس اهتزت بالتصفيق إثر إنهاء النائب كلمته الموجهة للحكومة القطرية وذلك تعبيرا عن استحسانها وتقديرا لشجاعة النائب الكبيرة في جلسة علنية مباشرة وخاصة بالهجمة الإرهابية على متحف باردو.
كما ذكرت البراهمي أنها كانت من ضمن أول المهنئين والمصافحين للنائب بنور على بسالته في إلقاء كلمته المؤثرة، مؤكدة أنّ الشيء من مأتاه لا يستغرب لأن صاحب الكلمة هو فنان ومن يمتهن هذه المهنة يمتلك بالضرورة حسّا مرهفا ولا يقبل الظلم حتى ولو كان على نفسه وفق تعبيرها.
أما في ما يخص موقف السفير القطري من تصريحات علي بنور، فتوجهت النائبة المباركي بالقول للسفير المذكور « كمّم أفواه القطريين إن استطعت لأنك لن تتمكن من اسكات التونسيين»، مؤكدة أن أصوات التونسيين ستبقى دائما حرّة طليقة ولن يخرسها أي كان.
من ناحية أخرى، أكدت البراهمي أنّ انتقاد سياسات الحكومة القطرية وأمرائها ومقاطعتها لا يعني بالضرورة معاداة الشعب القطري لأنه شعب شقيق وتجمعه بتونس أواصر محبة وأخوة لن تمحوها الحكومات.

سمير بالطيب: أتفق جوهريا مع تصريحات علي بنور

أمّا سمير بالطيب أمين عام حزب المسار والنائب بمجلس الشعب فقد اعتبر أنّ موقف حزب آفاق تونس القاضي بعدم الاعتذار لقطر هو أمر صائب وصحيح، مشيرا إلى أن طلب سفير قطر غير مقبول حتى في البروتوكولات الديبلوماسية المتعارف عليها لأنّ الشعب التونسي حرّ في ما يقول وهم كذلك أحرار في تفنيد وتكذيب كل ما يقال ضدّهم.
كما أكدّ بالطيب اتفاقه مع تصريح بالنور في جوهره ضامّا صوته إليه في مطالبته قطر برفع يدها عن دعم التنظيمات المتطرفة في تونس سوريا والعراق وليبيا وذلك لأن مشروع تونس يختلف عما تفكّر به قطر لمشروعها في المنطقة العربية وفق تعبيره.

كريم الهلالي: مطلب بنور معقول ولا يتضمن تهجّما

بدوره أعرب القيادي في حزب آفاق تونس والنائب بمجلس الشعب كريم الهلالي عن احترامه لكلمة زميله المذكورة قائلا انّ لكل شخص الحرية في أن يقول ما يرغب به في كنف الاحترام والتقدير المتبادل. وأشار إلى أن علي بنور لم يتهجّم على قطر بل طالبها فقط برفع يدها عن تمويل الجماعات المتطرفة.
وأضاف أنّ النائب هو صوت الشعب في المجلس ولم يتم انتخابه لأجل أن يسكت ويصمت. وفي ما يخص موقف سفير قطر، صرّح الهلالي قائلا انّ السفارة طلبت الاعتذار والحزب رفض ذلك في بيان رسمي لأنّه غير ملزم بتصريحات النائب ووجهة نظره.
 وبعيدا عن مواقف الساسة، يجدر التذكير أن  سياسة قطر تعودت على مثل هذه الشطحات والممارسات حيث لا ننسى استهجان أمير قطر  عندما قال للصحافيين أثناء مصافحته للرئيس المؤقت السابق المنصف المرزوقي متهكما : “إنتو شايفين كيف أنا أعلم رئيسكم كيف يوقف و يصافحٍ” وذلك عند زيارته للمشاركة في إحياء ذكرى مرور عام على ثورة 2011 .
وفي سياق متصل، كان ثمن تنديد واستنكار صحيفتنا أخبار الجمهورية «لإهانة» أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للمنصف المرزوقي أن سحبت شركة «أوريدو» القطرية إسهامات الإشهار التي كانت تصدرها على صفحات جريدتنا، وعند مساءلة المهتمين بالأمر عن الدوافع طلب منّا انذاك تغيير «الخطّ التحريري»...

منارة التليجاني